غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

1

ثم بين الغاية من إرسال الرسل فقال { ليسأل الصادقين عن صدقهم } الآية . وفيه أن عاقبة المكلفين إما حساب وإما عذاب لأن الصادق محاسب والكاذب معاقب كما قال علي رضي الله عنه : حلالها حساب وحرامها عقاب . فالصادقون على هذا التفسير هم الذين صدقوا عهدهم يوم الميثاق حين قالوا { بلى } في جواب { ألست بربكم } [ الأعراف : 172 ] ثم أقاموا على ذلك في عالم الشهادة ، أو هم المصدقون للأنبياء فإن من قال للصادق صدقت كان صادقاً . ووجه آخر وهو أن يراد بهم الأنبياء فيكون كقوله { ولنسألن المرسلين } [ الأعراف : 6 ] وكقوله { يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم } [ المائدة : 109 ] وفائدة مسألة الرسل تبكيت الكافرين كما مر . قال جار الله : قوله { وأعد } معطوف على أخذنا كأنه قال : أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين وأعد أو على ما دل ليسأل كأنه قيل : فأثاب للمؤمنين وأعد للكافرين . وفيه وجه آخر عرفته في الوقوف .

/خ20