اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

قوله : «وأَعَدَّ » يجوز فيه وجهان :

أحدهما : أن يكون معطوفاً على ما دل عليه «لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ » ؛ إذ التقدير : فأثاب الصادقين وأعد للكافرين .

والثاني : أنه معطوف على «أَخَذْنَا » ؛ لأن المعنى أن الله أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه لإثابة المؤمنين وأعد للكافرين ، وقيل : إنه حذف من الثاني ما أثبت مُقَابِلُهُ في الأول ، ومن الأول ما أثبت مقابلهُ في الثاني والتقدير : ليسأل الصادقين عن صدقهم فأثابهم ويسأل الكافرين عما أجابوا رُسُلَهُمْ { وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أليما }{[43156]} .

فصل :

قال المفسرون : المعنى أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الصادقين عن صدقهم يعني النبيين عن تبليغهم الرسالة والحكمة في سؤالهم{[43157]} مع علمه أنهم صادقون بتبكيت من أرسلوا إليهم . وقيل : ليسأل الصادقين عن علمهم بالله عز وجل ، وقيل : ليسأل الصادقين بأفواههم{[43158]} عن صدقهم بقلوبهم{[43159]} .


[43156]:المرجعان السابقان وانظر: الدر المصون 4/367.
[43157]:في "ب" والحكمة في سؤاله.
[43158]:في "ب" عن أفواههم.
[43159]:ذكر هذه الأوجه كلها الإمام القرطبي في تفسيره لأحكام القرآن 14/128.