فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

{ لِيَسْأَلَ } أي لكي يسأل { الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } في تبليغ الرسالة إلى قومهم تبكيتا للكافرين بهم ، وفي هذا وعيد لغيرهم لأنهم إذا كانوا يسألون عن ذلك فكيف غيرهم ؟ وقيل ليسأل الأنبياء عما أجابهم به قومهم كما في قوله { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } . وقوله { يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم } . وقيل فعل ذلك ليسأل . وقيل : عن صدقهم عن عملهم لله عز وجل . وقيل : ليسأل الصادقين بأفواههم عن صدقهم في قلوبهم والكافرين عن تكذيبهم ، فاستغنى عن الثاني بذكر مسببه وهو قوله :

{ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ } وقيل التقدير أثاب الصادقين ، وأعد للكافرين وقيل : المعنى أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه ليثيب المؤمنين ، وأعد للكافرين { عَذَابًا أَلِيمًا } قاله السمين ، قيل : الكلام قد تم عند قوله عن صدقهم وجملة { وَأَعَدَّ } مستأنفة لبيان ما أعده للكفار .