السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

{ ليسأل } أي : الله تعالى يوم القيامة { الصادقين } أي : الأنبياء الذين صدقوا عهدهم { عن صدقهم } أي : عما قالوه لقومهم تبكيتاً للكافرين بهم ، وقيل : ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم ؛ لأن من قال للصادق : صدقت كان صادقاً في قوله ، وقيل : ليسأل الأنبياء ما الذي أجابتهم به أممهم ، وقيل : ليسأل الصادقين بأفواههم عن صدقهم بقلوبهم وقوله تعالى : { وأعد للكافرين عذاباً أليماً } أي : مؤلماً معطوف على أخذنا من النبيين ؛ لأن المعنى : أن الله تعالى أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين ، وأعد للكافرين عذاباً أليماً ، ويجوز أن يعطف على ما دل عليه ليسأل الصادقين ، كأنه قال : أثاب المؤمنين وأعد للكافرين ، وقيل : إنه قد حذف من الثاني ما أثبت مقابله في الأول ، ومن الأول ما أثبت مقابله في الثاني والتقدير : ليسأل الصادقين عن صدقهم فأثابهم ويسأل الكافرين عما كذبوا به رسلهم وأعد لهم عذاباً أليماً .