بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لِّيَسۡـَٔلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدۡقِهِمۡۚ وَأَعَدَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمٗا} (8)

ثم قال عز وجل : { لِّيَسْأَلَ الصادقين عَن صِدْقِهِمْ } يعني : أخذ عليهم الميثاق لكي يسأل الصادقين عن صدقهم . يعني : يسأل المرسلين عن تبليغ الرسالة . ويسأل الوفيّين عن وفائهم . وروي في الخبر : " أنه يسأل القلم يوم القيامة ، فيقول له : ما فعلت بأمانتي ؟ فيقول : يا رب سلمتها إلى اللوح . ثم جعل يرتعد القلم مخافة أن لا يصدقه اللوح . فيسأل اللوح بأن القلم قد أدى الأمانة ، وأنه قد سلم إلى إسرافيل . فيقول لإسرافيل : ما فعلت بأمانتي التي سلمها إليك اللوح ؟ فيقول : سلمتها إلى جبريل . فيقول لجبريل عليه السلام : ما فعلت بأمانتي . فيقول : سلمتها إلى أنبيائك ، فيسأل الأنبياء عليهم السلام فيقولون : قد سلمناها إلى خلقك ، فذلك قوله تعالى : { لِّيَسْأَلَ الصادقين عَن صِدْقِهِمْ } { وَأَعَدَّ للكافرين عَذَاباً أَلِيماً } يعني : الذين كذبوا الرسل .