الآية 8 وقوله تعالى : { ليسأل الصادقين عن صدقهم } الصدق ، أكثره إنما ينفع في الأنباء والأخبار كقوله : { والذي جاء بالصدق وصدّق به } [ الزمر : 33 ] وهو ما أخبرهم وأنبأهم من القرآن وغيره ، وقوله( {[16502]} ) في آية أخرى : { وتمّت كلمة ربك صدقا وعدلا } [ الأنعام : 115 ] { صدقا } في نبئه { وعدلا } في حكمه .
ثم صدقه في النبأ ، وعدله في الحكم [ ما ]( {[16503]} ) سمى القرآن مرة صدقا ومرة عدلا ومرة حقا .
فالحق يجمع الأمرين : النبأ والحكم جميعا ، والصدق في النبأ خاصة ، والحكم في العدل .
ثم يحتمل سؤاله { الصادقين } ، وهم الرسل ، { عن صدقهم } وجهين :
أحدهما : يسألهم عن تبليغ ما أمرهم بالتبليغ إلى قومهم وعن إنباء ما ولاهم من الأنباء أن ينبئوا أولئك : هل بلّغتم ؟ وهل أنبأتم أولئك ؟
والثاني : يسألهم عن إجابة أولئك لهم : هل أجابوكم إلى ما دعوتم ؟ لأن منهم من أجابهم ، وصدقهم ، ومنهم من لم يجب ، ولم يصدق ، فيخرّج السؤال عمن أجاب على التقرير وعمن( {[16504]} ) لم يجب على التنبيه والتوبيخ .
وهو يسأل الفريقين جميعا : الرسل عن التبليغ والمرسل إليهم عن الإجابة كقوله : { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } [ الأعراف : 6 ] والله أعلم .
[ [ وقوله تعالى ]( {[16505]} ) : { وأعد للكافرين عذابا أليما } بتركهم الإجابة والتصديق ، والله أعلم ]( {[16506]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.