جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ} (28)

{ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا } : خلقا باطلا ، بل لأمر صحيح ، وحكمة بالغة أو للباطل والعبث الذي هو متابعة الهوى ، { ذلك } أي : خلقنا إياهن باطلا{ ظن } أي : مظنون { الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أو نجعل الذي آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } أم في الموضعين منقطعة ، والهمزة لإنكار التسوية فإنها من لوازم خلقهما باطلا ، والإنكار الثاني غير الأول باعتبار الوصف ، أو باعتبار الذات ، أي : بين المتقين من المؤمنين ، والفجار منهم وفي الآية إرشاد إلى المعاد ، فإنه ربما يكون المفسد والفاجر أحسن حالا في الدنيا فلا بد من دار أخرى .