جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{رُدُّوهَا عَلَيَّۖ فَطَفِقَ مَسۡحَۢا بِٱلسُّوقِ وَٱلۡأَعۡنَاقِ} (33)

{ رُدّوها } أي : الصافنات { على فطفق } : جعل يمسح السيف { مسحا بالسوق والأعناق }أي : بسوقها وأعناقها ، والسوق جمع ساق أي : يقطعهما ؛ لأنها شغلته عن ذكر الله تعالى يقال : مسح علاوته ، إذا ضرب عنقه ذكر أن له عشرين فرسا ، أو عشرين ألف فرس ذات أجنحة تعرض عليه للجهاد ، فنسي صلاة العصر حتى غربت الشمس ، كما وقع على نبينا عليهما الصلاة والسلام يوم الخندق ؛ فاغتنم لذلك فطلبها فعقرها غضبا لله تعالى ، وكان ذلك مباحا ، وقيل : ذبحها وتصدق بها ، والذبح على ذلك الوجه مباح في شريعته ، فعوضه الله تعالى بما هو خير منه ، وهو الريح التي تجري بأمره ، وعن بعضهم كوى سوقها ، وأعناقها بكي الصدقة ، وحبسها في سبيل الله تعالى ، وعن بعضهم يمسحها بيده لكشف الغبار حبّا لها ، وهو قول ضعيف بعيد عن مقتضى المقام