تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ} (28)

26

المفردات :

الفجار : جمع فاجر ، وهو من ينطلق في المعاصي .

التفسير :

28- { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } .

على العدل والحق قامت السماوات والأرض ، والكون لم يخلق عبثا وإنما لحكمة سامية هي معرفة الله وطاعته ، فمن أطاع الله في الدنيا فله الجنة في الآخرة ، ومن عصاه في الدنيا فعقوبته النار في الآخرة .

وهنا في هذه الآية إضراب انتقالي .

والمعنى : بل أنجعل المؤمنين بالله ، الذي عمّروا دنياهم بالأعمال الصالحة ، ونفع البلاد والعباد مرضاة لله ، كالمفسدين في الأرض ، بالزنا والسرقة والكبر والبطر وإتباع الهوى ؟ أم نجعل المتقين لله الخائفين من عقابه الممتثلين لأمره ، كالفجار الذين خرجوا على طاعته ، واستحلوا مخالفته ، وتكبروا على هدي رسله ؟ وتلتقي هذه الآية مع الآية السابقة عليها ، على أن البعث حق حتى يكافأ العاملون المصلحون ، ويعاقب المفسدون الفجار .