السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ} (28)

ونزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون : { أم نجعل } أي : على عظمتنا { الذين آمنوا } أي : امتثالاً لأوامرنا { وعملوا الصالحات } تحقيقاً لإيمانهم { كالمفسدين } أي : المطبوعين على الفساد والراسخين فيه { في الأرض } أي : في السفر وغيره لم نجعلهم مثلهم وأم منقطعة والاستفهام فيها لإنكار التسوية بين الحزبين التي هي من لوازم خلقها باطلاً ليدل على نفيه وكذا التي في قوله تعالى : { أم نجعل المتقين كالفجار } كرر الإنكار الأول باعتبار وصفين آخرين يمنعان التسوية ، أولاً بين المؤمنين والكافرين ثم بين المتقين من المؤمنين والمجرمين منهم .