جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (10)

{ إن الذين يبايعونك{[4651]} } : في الحديبية ، وهي بيعة الرضوان ، { إنما يبايعون الله } ، نحو { من يطع الرسول فقد أطاع{[4652]} الله }[ النساء :80 ] { يد الله فوق أيديهم{[4653]} } استئناف مؤكد له على سبيل التخييل يعني : يد رسوله يده ، وعن بعض : نعمة الله تعالى عليهم بالهداية فوق ما صنعوا من البيعة ، أو كناية عن أن كمال القدرة والقوة لله تعالى فيكون مقدمة لقوله :{ فمن نكث } : نقض العهد ، { فإنما ينكث على نفسه } : عليه وباله ، { ومن أوفى بما عاهد عليه{[4654]} الله فسيؤتيه أجرا عظيما } .


[4651]:أرسل- عليه الصلاة والسلام- عثمان بن عفان إلى قريش يخبرهم أنهم جاءوا معتمرين لا محاربين، فأرادوا قتل عثمان فبايع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المؤمنون على الصبر إلى أقصى الجهد، ولذلك قالوا: بايعنا على الموت/12 وجيز.
[4652]:يعني: إن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله من غير تفاوت بينهما/12 منه.
[4653]:الأصوب عدم التأويل بأن يقال إنه تمثيل فلله سبحانه يد لائقة لذاته الأقدس/12 وجيز.
[4654]:وقراءة "عليه" [لأن تفخيم لفظ الجلالة يرتبط بالعهد، فيوقع في نفوسهم الخوف والرحبة من نقض ذلك العهد] بضم الهاء ليبقى تفخيم لفظ الله على حاله/12 وجيز.