{ هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } بني النضير ، { من ديارهم } لما نقضوا العهد أحل الله بهم بأسه فأجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصونهم الحصينة التي ما طمع بتسخيرها أحد إلى أذرعات من أعمال الشام وهي أرض المحشر ، ولذلك قال :{ لأول{[4959]} الحشر } أي : لابتداء{[4960]} : الحشر صرح به ابن عباس رضي الله عنهما وكثير من السلف{[4961]} ، وعن الحسن رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام لبني النضير : " هذا أول الحشر وأنا على{[4962]} الأثر " قيل : هم أول من أجلى من جزيرة العرب فهم أول المحشورين فإن الحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر ، { ما ظننتم } أيها المؤمنون { أن يخرجوا } لشدتهم وشدة حصونهم ، { وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله } أي : زعموا أن حصونهم تمنعهم من بأس الله تعالى فحصونهم مبتدأ ومانعتهم خبره ، أو حصونهم فاعل مانعتهم ، لاعتماده فإنه في الحقيقة خبر المبتدأ وفي هذا النظر{[4963]} دلالة على فرط وثوقهم بحصونهم واعتقادهم أنهم في عزة بسببها ، { فأتاهم الله } عذابه { من حيث لم يحتسبوا } من حيث لم يخطر ببالهم ، { وقذف } ألقى { في قلوبهم الرعب يخرجون بيوتهم } الجملة حال ، { بأيديهم وأيدي المؤمنين } فإنهم يقلعون الأبواب وما استحسنوه من السقوف ويحملون معهم والباقي يخربه المؤمنون واليهود عرّضت المؤمنين لذلك وكانت السبب فيه فهم خربوا ديارهم بأيدي المؤمنين { فاعتبوا } فاتعظوا { يا أولي الأبصار } ولا تتبعوا أعمالهم وعقائدهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.