جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (12)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة{[4951]} } ، نزلت حين كثرت مجالسة الأغنياء ومناجاتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه ذلك ، فأمر الله تعالى الخلائق بالصدقة أمام مناجاته فانتهوا عن كثرة المناجاة . عن علي رضي الله عنه : هذه آية لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا أحد يعمل بها بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم ، فكنت إذا جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم ، فنسخت فلم يعمل بها غيري{[4952]} { ذلك } : التصدق { خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم } هذا رخصة مناجاتهم للفقراء بلا تصدق .


[4951]:في الآية دلائل على وجوب تلك الصدقة، وهو قوله:{فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم} وقوله:{وتاب الله عليكم}/12 منه.
[4952]:أخرجه الحاكم في " المستدرك" (2/482) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.