جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (33)

{ قد نعلم{[1388]} إنه } : أي : الشأن ، { ليحزُنك الذي يقولون } : تسلية لرسوله فيما قال الكفار : إنك كذاب ، { فإنهم لا يُكذّبوك } : في نفس الأمر ، أو في السر ، { ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } : لكنهم لظلمهم جحدوا الآيات ، وكذبوا بها ، نزلت{[1389]} حين قال أبو جهل : لا نكذبك لكن نكذب بما جئت به ، أو لما سئل أبو جهل عنه قال : والله إنه لصادق وما كذب قط ، لكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والنبوة فماذا يكون لسائر قريش .


[1388]:ولما كرر في هذه السورة الأمر بمقاولتهم، وأطال في الحث على مجادلتهم وكان من المعلوم أنهم لا يراعون الأدب، وجوابهم ليس إلا السبب كما هو دأب المعاند المغلوب فلهذا نفى عنهم الشعور والعقل صار الحال محتاجا إلى التسلية فقال(قد نعلم إنه) الآية/12 وجيز.
[1389]:رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين/12 وجيز.