جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (19)

{ قل أي شيء أكبر شهادة } ، نزلت{[1371]} حين زعم قريش أن أهل الكتاب أنكروا نبوة محمد –صلى الله عليه وسلم– فسألوا عنه من يشهد بنبوتك ، { قل{[1372]} الله } أعظم شهادة ، فإن أعظمية شهادة الله تعالى أمر لا ينكر ، { شهيد } أي : هو شهيد ، { بيني وبينكم } أو الله مبتدأ ، وشهيد{[1373]} خبر فإنه إذا كان هو الشهيد فأكبر شيء شهادة شهيد له ، { وأوحي إليّ هذا القرآن } : الذي ترونه ناطقا بحجج وبينات ، { لأُنذركم به } : يا أهل مكة ، { ومن بلغ } : وسائر من بلغه من الأسود والأحمر قل : { أئنّكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } تقرير لهم مع إنكار ، { قل لا أشهد } : بما تشهدون ، { قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تُشركون } : من الأصنام .


[1371]:كما رواه محي السنة، والواحدي، والكلبي/12 وجيز.
[1372]:قال البخاري في صحيحه في كتاب الرد على الجهمية بعد ما ذكر هذه الآية في ترجمة الباب: فسمى الله نفسه شيئا. سمى النبي –صلى الله عليه وسلم– القرآن شيئا وهو صفة من صفات الله، وقال: (كل شيء هالك إلا وجهه) (القصص: 88)/12.
[1373]:وعلى هذا الجواب نوع من الأسلوب الحكيم كأنه قيل: معلوم أن الله أكبر شهادة فالكلام الأنسب بالمقام الإخبار بأن الله شهيد بيني وبينكم لينتج جواب السؤال مع زيادة مهمة/12.