قوله : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الذي يَقُولُونَ } هذه اللام مبتدأ مسوق لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما ناله من الغمّ والحزن بتكذيب الكفار له . ودخول قد للتكثير ، فإنها قد تأتي لإفادته كما تأتي ربّ . والضمير في «إنَّه » للشأن ، وقرئ بفتح الياء من يحزنك وضمها . وقرئ { يكذبونك } مشدّداً ومخففاً ، واختار أبو عبيد قراءة التخفيف . قال النحاس : وقد خولف أبو عبيد في هذا . ومعنى { يكذبونك } على التشديد : ينسبونك إلى الكذب ويردّون عليك ما قلته . ومعنى المخفف : أنهم لا يجدونك كذاباً ، يقال أكذبته : وجدته كذاباً ، وأبخلته : وجدته بخيلاً . وحكى الكسائي عن العرب : أكذبت الرجل : أخبرت أنه جاء بالكذب ، وكذّبته : أخبرت أنه كاذب . وقال الزجاج : كذبته إذا قلت له كذبت ، وأكذبته : إذا أردت أن ما أتى به كذب . والمعنى : أن تكذيبهم ليس يرجع إليك ، فإنهم يعترفون لك بالصدق ، ولكن تكذيبهم راجع إلى ما جئت به ، ولهذا قال : { ولكن الظالمين بآيات الله يَجْحَدُونَ } ووضع الظاهر موضع المضمر لزيادة التوبيخ لهم ، والإزراء عليهم ، ووصفهم بالظلم لبيان أن هذا الذي وقع منهم ظلم بين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.