جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (8)

{ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها } من المدينة { الأذل{[5022]} } جرى بين بعض المهاجرين وابن سلول جدال في غزوة بني المصطلق ، فقال لعنه الله ما قال ، وأراد من الأعز نفسه ، ومن الأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه ، ثم قال : لا تنفقوا على المهاجرين يا جماعة الأنصار حتى ينفضوا . فلما سمع عليه السلام مقالته ، جاء وحلف بأنه كذب وصل إليك ، فنزلت { إذا جاءك المنافقون } الآية . فقيل لابن سلول : قد نزل فيك آي شداد ، فاذهب إليه لعله يستغفر لك ، فلوى رأسه . فقال : أمرتموني بالإيمان فآمنت ، ثم بالزكاة فأعطيت ، فما بقي إلا أن أسجد له { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون } .


[5022]:اخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة- قال سفيان: يرون أنها غزوة بني المصطلق- فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال مهاجري: يا للمهاجرين وقال للأنصار: يا للأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ما بال دعوة الجاهلية؟! قال: رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي فقال: أو قد فعلوها؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل الحديث. الكسع: أن تضرب دبر الإنسان بيدك أو بصدر قدمك يقال: اتبع فلان أدبارهم يكسعهم بالسيف مثل يكسؤهم أي يطردهم وكانت تلك الغزوة في السنة الرابعة وقيل: في السادسة/12 فتح.