الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (8)

ثم أعْلَمَ تعالى أنَّ العزةَ لِلَّهِ ولرسولهِ وللمؤمنِين ، وفي ذلكَ وعيدٌ وَرُوِي أن عبدَ اللَّه بن عبدِ اللَّه بن أُبَيٍّ وكَانَ رَجُلاً صَالِحاً لَمَّا سَمِعَ الآيةَ ، جَاءَ إلى أبيه فَقَالَ له : أنْتَ واللَّهِ يا أبَتِ الذليلُ ، ورَسُولُ اللَّهِ العزيزُ ، وَوَقَفَ عَلَى بَابِ السِّكَّةِ التي يَسْلُكُها أبوه ، وجَرَّدَ السَّيْفَ وَمَنَعَهُ الدُّخُولَ ، وقال : واللَّهِ لاَ دَخَلْتَ إلى مَنْزِلِكَ إلاَّ أنْ يأْذَنَ في ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ في أذَلِّ حَالٍ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَبَعَثَ إلَيْهِ أنْ خَلِّهِ يَمْضِي إلى مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ : أمَّا الآنَ ، فَنَعَمْ .