{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الجن } قال الحسن وابن زيد وغيرهما : كان العرب إذا نزل الرجل بوادٍ قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه ، فيبيت في جواره حتى يصبح ، فنزلت هذه الآية . قال مقاتل : كان أوّل من تعوّذ بالجنّ قوم من أهل اليمن ، ثم من بني حنيفة ، ثم فشا ذلك في العرب ، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم { فَزَادوهُمْ رَهَقاً } أي زاد رجال الجنّ من تعوذ بهم من رجال الإنس رهقاً : أي سفهاً وطغياناً ، أو تكبراً وعتوّاً ، أو زاد المستعيذون من رجال الإنس من استعاذوا بهم من رجال الجنّ رهقاً ، لأن المستعاذ بهم كانوا يقولون : سدنا الجنّ والإنس . وبالأوّل قال مجاهد وقتادة وبالثاني قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد . والرهق في كلام العرب : الإثم وغشيان المحارم ، ورجل رهق : إذا كان كذلك ، ومنه قوله : { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } [ المعارج : 44 ] أي تغشاهم ، ومنه قول الأعشى :
لا شيء ينفعني من دون رؤيتها *** هل يشتفي عاشق ما لم يصب رهقاً
يعني : إثماً . وقيل : الرهق : الخوف : أي أن الجنّ زادت الإنس بهذا التعوّذ بهم خوفاً منهم . وقيل : كان الرجل من الإنس يقول : أعوذ بفلان من سادات العرب من جنّ هذا الوادي ، ويؤيد هذا ما قيل من أن لفظ رجال لا يطلق على الجنّ ، فيكون قوله : { بِرِجَالٍ } وصفاً لمن يستعيذون به من رجال الإنس : أي يعوذون بهم من شرّ الجن ، وهذا فيه بعد ، وإطلاق لفظ رجال على الجنّ على تسليم عدم صحته لغة لا مانع من إطلاقه عليهم هنا من باب المشاركة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.