الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا} (6)

[ ثم قال ] {[70828]} : وأنه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا )

هذا أيضا من وقل النفر من الجن .

ذكروا أن رجالا من الإنس [ كانوا ] {[70829]} [ يستجيرون ] {[70830]} برجال من الجن في أسفارهم إذا نزلوا . فزاد الجن باستجارتهم ( لهم ) {[70831]} جرأة عليهم وازداد الإنس {[70832]} إثما .

قال {[70833]} ابن عباس : [ فزادوهم ] {[70834]} إثما . وهو قول قتادة {[70835]} . فازداد الإنس {[70836]} بفعلهم ذلك إثما ، وازداد الجن على الإنس جرأة {[70837]} .

وقال مجاهد : ازداد الإنس بذلك طغيانا {[70838]} .

وقال الربيع بن أنس : فازداد الإنس ذلك فرقا من الجن {[70839]} .

وهو قول ابن زيد {[70840]} .

وقال أبو عبيدة : رهقا : سفها {[70841]} وظلما {[70842]} .

والرهق في كلام العرب : الإثم والعيب وإتيان المحارم {[70843]} ، ومنه : فلان يرهق بكذا ، أي يعاب به . فيكون التقدير : فزاد الجن الإنسَ إثما لما [ استعاذوا ] {[70844]} بهم . وكان ذلك من فعل {[70845]} المشركين . قال ابن عباس وغيره : كان رجال من الإنس يبيت أحدهم في الوادي في الجاهلية ، فيقول : أعوذ بعزيز هذا الوادي فزادهم {[70846]} ذلك إثما {[70847]} .

وقال الحسن : كان الرجل إذا نزل الوادي يقول : أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه {[70848]} .

وقال النخعي : كان الرجل إذا نزل [ الوادي ] {[70849]} يقو : نعوذ بسيد هذا الوادي من شر( ما ) {[70850]} فيه ، فتقول {[70851]} الجن : ما نملك لكم {[70852]} ولا لأنفسنا ضرا ولا نفعا {[70853]} .

وقال جاهد : كانوا يقولون إذا هبطوا واديا : نعوذ بعظماء هذا الوادي {[70854]} وهو قول قتادة {[70855]} وغيره .


[70828]:- ساقط من م، ث.
[70829]:- ساقط من م.ث.
[70830]:- م: يستحبون.
[70831]:- ساقط من أ.
[70832]:- أ: وازدادوا الإنسان.
[70833]:- ث: وقال.
[70834]:- م: فزادهم؟
[70835]:- جامع البيان 29/108، وتفسير ابن كثير 4/457، وحكاه عن عكرمة أيضا.
[70836]:- أ: الانسان.
[70837]:- هذا تمام كلام قتادة بمعناه وفي جامع البيان 29/109 نحوه عن إبراهيم.
[70838]:- انظر: المصدر السبق 8/301.
[70839]:- انظر: جامع البيان 29/108 -109 وتفسير ابن كثير 4/457، وحكاه بنحوه عن زيد بن أسلم قال:"رهقا، أي: خوفا".
[70840]:- انظر جامع البيان 29/109 بلفظ:" خوفا. وابن زيد هو عبد الرحمن بن زيد بن اسلم.
[70841]:- أ: سفيها.
[70842]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/272 ولفظه: "سفها وظغيانا".
[70843]:- أ: المحام. وانظر: هذه المعاني جميعا وغيرها مما يعنيه هذا اللفظ في تفسير القرطبي 19/10. واللسان (رهق).
[70844]:- م: استعادوا.
[70845]:- أ: فعال.
[70846]:- أ: فزادوهم.
[70847]:- انظر: جامع البيان 29/108 وروي بنحوه عن عكرمة والسدي في تفسير ابن كثير 4/457.
[70848]:- كتب الناسخ في " قول الحسن مثل قول ابن عباس إلا أن في أوله: كان الرجل من الإنس... ثم كتب قول الحسن مرة أخرى باللفظ الذي أثبت. انظر: قول الحسن في جامع البيان 29/108, والدر 8/301.
[70849]:- ساقط من م.
[70850]:- ساقط من أ.
[70851]:- أ: فيقول.
[70852]:- أ: لهم.
[70853]:- انظر: جامع البيان 29/108, والدر 8/301.
[70854]:- أ: هذا الذي الوادي. وانظر: قول مجاهد في جامع البيان 29/109.
[70855]:- انظر المصدر السابق وأخرجه أيضا بنحوه عن الربيع وابن زيد.