غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (64)

50

ثم إنه سبحانه لما وعد نبيه النصر والكفاية عند مخادعة الأعداء وعده النصر والكفاية على الإطلاق فقال { يا أيها النبي حسبك الله } ومحل { ومن اتبعك } منصوب بمنزلة «زيداً » في قولك «حسبك وزيداً درهم » قال الفراء : وليس بكثير في كلامهم أن يقولوا حسبك وأخيك بل المستعمل أن يقال : حسبك وحسب أخيك بإعادة الجار . فلو كان قوله { ومن اتبعك } مجروراً لقيل حسبك وحسب من اتبعك . ومعنى الآية كفاك وكفى أتباعك من المؤمنين الله ناصراً . وجوّز أن يكون محل الرفع أي كفاك الله وكفاك المؤمنون فيكون كقوله { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } ويؤكده ما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلاً وست نسوة ثم أسلم عمر فصاروا أربعين فأنزل الله تعالى الآية .