الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (64)

قوله : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك }[ 64 ] ، الآية .

{ حسبك الله } : تمام ، إن جعلت { ومن اتبعك } ابتداء{[27771]} .

أي : ومن اتبعك من المؤمنين حسبه الله ، أي : يكفيك ويكفيه{[27772]} .

وقال الكسائي : { ومن اتبعك } : في موضع نصب عطفا على موضع " الكاف " في التأويل{[27773]} .

وقيل عنه{[27774]} : { من } في موضع رفع عطفا على اسم { الله } ، جل ذكره ، أي : يكفيك الله ويكفيك من اتبعك من المؤمنين{[27775]} .

ولا يحسن الوقف على : { حسبك الله } على هذين التأويلين{[27776]} .


[27771]:قال في مشكل إعراب القرآن 1/319: "....أو على الابتداء، وتضمر الخبر، أي: ومن اتبعك من المؤمنين كذلك".
[27772]:القطع والإئتناف 355، بزيادة في لفظه. وهو وقف كاف في المكتفى 289، والمقصد 161، ومنار الهدى 161.
[27773]:القطع والإئتناف 356، باختصار ونصه: "وللكسائي فيه تقديران: أحدهما أن يكون معطوفا على تأويل "الكاف"، ويكون {من}، في موضع نصب، أي: يكفيك الله، ويكفي من اتبعك من المؤمنين". وأورده في مشكل إعراب القرآن 1/319، من غير عزو.
[27774]:أي: الكسائي، وهو التقدير الثاني عنده، وقد سلفت الإشارة إليه في الهامش فوقه.
[27775]:القطع والإئتناف 356، بتصرف. ونصه: "والتقدير الآخر: فحسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين". وهو عطف غير مرضي عنده في مشكل إعراب القرآن 1/319: "لقبح عطفه على اسم الله لما جاء من الكراهة في قول المرء: "ما شاء الله وشئت...". وللتوسع في استيعاب الأوجه الإعرابية لـ: {من}، انظر: مشكل إعراب القرآن 1/319، وإعراب القرآن للنحاس 2/194، والبيان 1/391، والتبيان 2/631، والمحرر الوجيز 2/549، وتفسير القرطبي 8/29، والبحر المحيط 4/510، 511، والدر المصون 3/433، 434.
[27776]:يقصد: النصب عطفا على "الكاف"، والرفع عطفا على "اسم الله"، انظر: القطع والإئتناف 355، 356، والمكتفى 289، والمقصد 161، ومنار الهدى 161.