السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (64)

{ يا أيها النبيّ حسبك } أي : كافيك { الله } .

فإن قيل : هذا مكرّر ، أجيب : بأنه تعالى لما وعده بالنصر عند مخادعة الأعداء وعده بالنصر والظفر في هذه الآية مطلقاً على جميع التقديرات ، فلا يلزم حصول التكرار ؛ لأنّ المعنى في الآية الأولى : إن أرادوا خداعك كفاك الله تعالى أمرهم ، والمعنى في هذه الآية عام في كل ما يحتاج إليه في الدين وقوله تعالى : { ومن اتبعك من المؤمنين } إمّا في محل نصب على المفعول معه كقول الشاعر :

فحسبك والضحاك سيف مهند *** . . .

يروي الضحاك بالنصب على أنه مفعول معه ، والمعنى : كفاك وكفى أتباعك المؤمنين الله ناصراً ، أو رفع عطفاً على اسم الله تعالى أي : كفاك الله وكفى المؤمنين ، وهذه الآية نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال ، وعن سعيد بن جبير أسلم مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلاً وست نسوة ثم أسلم عمر فتمم الله تعالى به الأربعين فنزلت هذه الآية .