جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ} (35)

{ يوم يحمى عليها في نار جهنم } ، أصل معناه يوم تحمى النار ، أي : توقد ذات حمي وحر شديد على الكنوز ثم طوي ذكر النار وحول الإسناد إلى الجار والمجرور للمبالغة في شدة حر الكنوز ، { فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم } ، لا يوضع دينار على{[1961]} دينار لكن يوسع جلده حتى يوضع كل درهم في موضع على حدة قال بعضهم صاحب الكنز إذا وأرى الفقير قبض جبهته وولى طهره وأعرض عنه كشحه ولهذا خص الجباه والجنوب والظهور ، { هذا ما كنزتم } ، أي : يقال لهم ذلك ، { لأنفسكم } ، فصار النفع ضرا ، { فذوقوا } : وبال ، { ما كنتم{[1962]} تكنزون } ، ما مصدرية أو موصولة وأكثر السلف على أن الآية عامة في المسلمين وأهل الكتاب وبه بالغ وحلف{[1963]} أبو ذر .


[1961]:هكذا رواه الحافظ أبو يعلى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بكن في إسناده ضعف/ منه.
[1962]:ولما عد أنواعا من قبائح أهل الكتاب والنسيء من قبائحهم عده في جنبها فقال إنما النسيء/ وجيز.
[1963]:حين يدعي معاوية بن أبي سفيان أن الآية في شأن أهل الكتاب لا فينا/ منه.