المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَٰتِنَا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِي وَلَٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِيۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقٗاۚ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (143)

تفسير الألفاظ :

{ أرني أنظر إليك } أي أرني نفسك أنظر إليك { تجلى } أي ظهر ، وليس المراد هنا أن الله ظهر للجبل ، بل المراد أنه صوب نحوه بعضا من نوره . { جعله دكا } أي مدكوكا مفتتا . والدق والدك أخوان . { وخر موسى صعقا } أي سقط مغشيا عليه . يقال خر يخر ، ويخر سقط والصعق من غشى عليه .

تفسير المعاني :

فلما كلمه طلب إليه أن يراه . فقال له : هذا غير ممكن لأنك لا تطيق ذلك ، وأراد أن يريه حقيقة ذلك فأمره أن ينظر إلى الجبل . فلما تجلى الله عليه بأن أفاض عليه بصيصا من نوره تفتت الجبل وسقط موسى مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : سبحانك تبت إليك من مثل هذا الطلب وأنا أول المؤمنين بك .