معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةٗ مِّنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُمۡ إِذَا لَهُم مَّكۡرٞ فِيٓ ءَايَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسۡرَعُ مَكۡرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكۡتُبُونَ مَا تَمۡكُرُونَ} (21)

وقوله : { وَإِذَا أَذَقْنا الناسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ }

العرب تجعل ( إذا ) تكفي من فعلت وفعلوا . وهذا الموضع من ذلك : اكتُفي ب ( إذا ) من ( فعلوا ) ولو قيل ( مِن بعدِ ضراء مستهم مكروا ) كان صوابا . وهو في الكلام والقرآنِ كثير . ونقول : خرجت فإذا أنا بزيد . كذلك يفعلون ب ( إذْ ) ؛ كقول الشاعر :

بينما هنَّ الأراك معا *** إذا أتى راكب على جملِه

وأكثر الكلام في هذا الموضع أن تطرح ( إذ ) فيقال :

بينا تَبَغِيِّهِ العَشَاء وطَوْفِه *** وقع العَشاء به على سِرْحانِ

ومعناهما واحد ب ( إذ ) وبطرحها .