معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

وقوله108 ب : { يَرِثُنِي 6 } تُقرأ جزما ورفعاً : قرأها يحيى بن وَثّاب جزما والجزمُ الوجه ؛ لأن ( يرثني ) من آية سوى الأولى فحسن الجزاء . وإذا رفعت كانت صلةً للوليّ : هب لي الذي يرثني . ومثله { رِدْءًا يُصَدِّقُنِي } و { يُصَدِّقْنِي } .

وإذا أوقعت الأمر على نكرة : بعدها فعل في أوّله الياء والتّاء والنون والألف كان فيه وجهان : الجزم على الجزاء والشرطِ ، والرفع على أَنه صلة للنكرة بمنزلة الذي ، كقول القائل : أعِرني دابَّة أركبْها ، وإن شئت أركبُها : وكذلك { أَنْزِلْ علَيْنا مائدَةً مِنَ السَّماء تَكُونُ لَنا } ولو قال ( تَكُنْ لَنا ) كان صَوابا . فإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليْسَ للأوَّل ولا يصلح فيه إضمار الهاء إن كان الفعل واقعاً على الرجل فليسَ إلاّ الجزم ؛ كقولك : هَبْ لي ثوباً أَتَجَمَّل مع الناس لا يكون ( أتجمَّل ) إلاَّ جَزْما ؛ لأن الهاء لا تصلح في أتجمل . وتقول : أَعِرني دابَّة أركبُ يا هذا لأنك تقول أركبُها فتضمر الهاء فيصلح ذلك .