الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

وأخرج الفريابي ، عن ابن عباس قال : كان زكريا لا يولد له ، فسأل ربه ؟ فقال : { رب هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب } قال : يرثني مالي ، ويرث من آل يعقوب النبوة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { يرثني ويرث من آل يعقوب } قال : نبوته وعلمه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يرحم الله أخي زكريا ، ما كان عليه من ورثة ، ويرحم الله لوطاً ، إن كان ليأوي إلى ركن شديد » .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { يرثني ويرث من آل يعقوب } فيقول : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن صالح في قوله : { ويرث من آل يعقوب } قال : النبوة يكون نبياً كما كان أبوه .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { ويرث من آل يعقوب } قال : السنة والعلم .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد ، عن يحيى بن يعمر أنه قرأها : { وإني خفت الموالي من ورائي } مشددة بنصب الخاء ، وكسر التاء ، وقرأها : { يرثني ويرث من آل يعقوب } .

وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس أنه كان يقرأ { يرثني ويرث من آل يعقوب } .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ { يرثني } مثقل مرفوع .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب قال : قال داود عليه السلام : « يا رب هب لي ابناً » فولد له ابن خرج عليه ، فبعث إليه داود جيشاً فقال : «إن أخذتموه سليماً فابعثوا إلي رجلاً أعرف السرور في وجهه ، وإن قتلتموه فابعثوا إلي رجلاً أعرف الشرّ في وجهه » فقتلوه فبعثوا إليه رجلاً أسود ، فلما رآه علم أنه قتل ، فقال : رب سألت أن تهب لي ابناً ، فخرج علي ؟ ! فقال : إنك لم تستثن . قال محمد بن كعب : لم يقل كما قال زكريا : { واجعله رب رضياً } .