وقوله تعالى : { يرثني } صفةٌ لولياً ، وقرئ هو وما عطف عليه بالجزم جواباً للدعاء ، أي يرثني من حيث العلمُ والدينُ والنبوةُ فإن الأنبياءَ عليهم الصلاة والسلام لا يورِّثون المالَ ، قال صلى الله عليه وسلم : « نحن معاشرَ الأنبياءِ لا نورَث ، ما تركنا صدقةٌ » وقيل : يرثني الحُبورة وكان عليه السلام حِبْراً .
{ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } يقال : ورِثه وورِث منه لغتان ، وآلُ الرجل خاصّته الذين يؤُول إليه أمرُهم للقرابة أو الصُّحبة أو الموافقة في الدين ، وكانت زوجةُ زكريا أختَ أمِّ مريمَ ، أي ويرث منهم الملكَ ، قيل : هو يعقوبُ بنُ إسحاقَ بن إبراهيمَ عليهم الصلاة والسلام ، وقال الكلبي ومقاتل : هو يعقوبُ بنُ ماثانَ أخو عمرانَ بنِ ماثان من نسل سليمانَ عليه السلام ، وكان آلُ يعقوب أخوالَ يحيى بنِ زكريا ، قال الكلبي : كان بنو ماثانَ رؤوسَ بني إسرائيلَ وملوكَهم ، وكان زكريا رئيسَ الأحبار يومئذ فأراد أن يرثه ولدُه حبورتَه ويرثَ من بني ماثان ملكَهم ، وقرئ ويرث وارثَ آلِ يعقوب على أنه حالٌ من المستكن في يرث ، وقرئ أو يرث آل يعقوب بالتصغير ففيه إيماءٌ إلى وراثته عليه السلام لما يرثه في حالة صِغَره ، وقرئ وارثٌ من آل يعقوب على أنه فاعلُ يرثني على طريقة التجريد أي يرثني به وارثٌ ، وقيل : من للتبعيض إذ لم يكن كلُّ آل يعقوبَ عليه السلام أنبياءَ ولا علماءَ { واجعله رَبّ رَضِيّاً } مرضياً عندك قولاً وفعلاً ، وتوسيطُ ربِّ بين مفعولي اجعَلْ للمبالغة في الاعتناء بشأن ما يستدعيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.