جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } : النبوة والعلم وكان زكريا من ذرية يعقوب وقد ثبت : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا فهو صدقة " {[3052]} ولولا أن المراد منه هذه الوراثة الخاصة لكانت تلك الصفة أي : " يرثني " زائدة فيها إذ الولد يرث أباه في كل{[3053]} شرع { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } : مرضيا عندك وعند خلقك .


[3052]:في الصحيحين /12. [أخرجه البخاري في "الفرائض"، باب: قو ل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا نورث ما تركنا صدقة، (6727،6726) وفي موضع آخر من صحيحه، ومسلم في "الجهاد"، باب: حكم الفيء، (1757) بلفظ: "لا نورث ما تركنا صدقة" وأما اللفظ الذي ذكره المصيف قال عنه الحافظ في "الفتح"، (12/10): "وأما اشتهر في كتب أهل الأصول وغيرهم بلفظ: نحن....... وذكره. فقد أنكره جماعة من الأئمة، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ "نحن"، بكن أخرجه النسائي من طريق ابن عيينة عنه، وهو كذلك في مسند الحميدي عن ابن عيينة وهو من أتقن أصحاب ابن عيينة فيه. وأورد الهيثم بن كليب في مسنده من حديث أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ باللفظ المذكور، وأخرجه الطبراني في الأوسط بنحو اللفظ المذكور، وأخرجه الدارقطني في "العلل" من رواية أم هانئ عن فاطمة عليها السلام عن أبي بكر الصديق بلفظ: "إن الأنبياء لا يورثون".
[3053]:والأكثرون على موت زكريا قبل يحيي فلا يلزم عدم استجابة دعائه، وقد قال الله تعالى في سورة الأنبياء {فاستجبنا به} (الأنبياء:90}، فإن مقصود من الولد الوراثة فلو لم تكن فالولد كلا ولد فكيف يقول الله تعالى {فاستجبنا له} /12 وجيز.