الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

قال قتادة : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية وأتى{[43849]} على { يرثني ويرث من آل يعقوب } قال : " يرحم الله زكريا ما كان عليه من ورثه ، ويرحم الله لوطا{[43850]} . إن كان ليأوي إلى ركن شديد " {[43851]} .

وقال السدي : ( يرثني ويرث آل يعقوب ) أي : يرث نبوتي ونبوة{[43852]} آل يعقوب{[43853]} .

وقيل : يرث حكمتي ، ويرث نبوة آل يعقوب .

وقد أنكر قوم وراثة النبوة إلا بعطية من الله ، ولو ورثت بالنسب لكان الناس كلهم أنبياء ، لأنهم أولاد{[43854]} نبي وهو آدم ونوح . وأنكر آخرون{[43855]} وراثة المال في هذا لقوله{[43856]} صلى الله عليه وسلم : " نحن معشر الأنبياء لا نورث ، ما تركنا{[43857]} صدقة " . وهذا الحديث يجب{[43858]} أن يكون حكمه مخصوصا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأخبر عن نفسه على لفظ الجماعة .

وفي بعض الروايات : " إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة " {[43859]} . ويحتمل أن تكون هذه شريعة كانت ونسختها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بمنع وراثته .

وقال القتبي : معناه : يرثني الحبورة{[43860]} .

ثم قال : { واجعله رب رضيا }[ 5 ] .

أي : ترضاه أنت ويرضاه عبادك ، دينا وخلقا وخُلقا{[43861]} ، وهو فعل مصروف من مفعول . وأصله رضيو{[43862]} ، منقول من مرضي وأصل مرضي ، مرضو . ثم رد إلى{[43863]} الياء لأنها أخف{[43864]} .


[43849]:(ز): فأتى.
[43850]:(ز): لوط، تحريف.
[43851]:انظر: جامع البيان 16/48، وقال الحافظ ابن كثير عن هذا الأثر: وهذه مراسلات لا تعارض الصحاح (انظر: تفسير ابن كثير 3/111.
[43852]:(ز): ويرث نبوة
[43853]:انظر: جامع البيان 16/48 وتفسير بن كثير 3/111.
[43854]:(ز): ولد.
[43855]:(ز): قوم آخرون.
[43856]:(ز): لقول النبي.
[43857]:(ز): تركناه.
[43858]:(ز): يجوز.
[43859]:انظر: البخاري مع الفتح 12/5 كتاب الفرائض. ومسلم 5/153 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورث ما تركنا صدقة".
[43860]:انظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 272.
[43861]:(خلقا) سقط من (ز).
[43862]:(ز): معروف من فعول أصله رضين تحريف.
[43863]:(إلى) سقط من (ز).
[43864]:انظر: مفردات الراغب 286.