بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا} (6)

{ يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ } . وقال عكرمة : يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة ، وهكذا قال الضحاك ؛ وقال بعضهم : يرثني يعني : علمي وسنتي ، لأن الأنبياء عليهم السلام لا يورثون مالاً . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّا مَعَاشِرَ الأنْبِيَاءِ لا نُوَرِّثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ » . وروى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دَرَاهِمَ وَلا دَنَانِيرَ ، وَإنَّمَا وَرَّثُوا هذا العِلْمَ » ويقال : لأنه رأى من الفتن وغلبة أهل الكفر ، فيخاف على إفساد مواليه إن لم يكن أحد يقوم مقامه ويخولهم بالموعظة . قرأ أبو عمرو والكسائي : { يَرِثُنِى وَيَرِثُ } بجزم كلا الثاءين على معنى جواب الأمر والشرط ، أي أنك إذا وهبت لي ولياً يرثني ؛ وقرأ الباقون : { يَرِثُنِى وَيَرِثُ } بالضم ؛ وقال أبو عبيدة : وهذا أحب إلي . قال معناه هب لي الذي هذه حاله وصفته ، لأن الأولياء قد يكون منهم الوراثة وغيره ، فيقول : هب لي الذي يكون ورائي وارث النبوة . ثم قال : { واجعله رَبّ رَضِيّاً } ، يعني : صالحاً زكياً .