وقوله : { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائكَةِ وَالناسِ أَجْمَعِينَ }
ف " الملائكة والناس " في موضع خفض ؛ تضاف اللعنة إليهم على معنى : عليهم لعنة الله ولعنة الملائكة ولعنة الناس . وقرأها الحسن " لعنة اللّهِ والملائكةُ والناسُ أجمعون " وهو جائز في العربية وإن كان مخالفا للكتَاب . وذلك أن قولك ( عليهم لعنة اللّهِ ) كقولك يلعنهم الله ويلعنهم الملائكة والناس . والعرب تقول : عجبت من ظلمك نفسَك ، فينصبون النفس ؛ لأن تأويل الكاف رفع . ويقولون : عجبت من غلبتك نَفْسُك ، فيرفعون النفسَ ؛ لأن تأويل الكاف نصب . فابن على ذا ما ورد عليك .
ومن ذلك قول العرب : عجبت من تساقط البيوت بعضُها على بعض ، وبعضِها على بعض . فمن رفع رَدّ البعض إلى تأويل البيوت ؛ لأنها رفع ؛ ألا ترى أن المعنى : عجبت من أن تساقطتْ بعضُها على بعض . ومَنْ خفض أجراه على لفظ البيوت ، كأنه قال : من تساقطِ بعضِها على بعض .
وأجودُ ما يكون فيه الرفع أن يكون الأوّل الذي في تأويل رفع أو نصب قد كُنى عنه ؛ مثل قولك : عجبت من تساقطها . فتقول ها هنا : عجبت من تساقطها بعضُها على بعض ؛ لأن الخفض إذا كَنَيت عنه قبح أن ينعت بظاهر ، فردّ إلى المعنى الذي يكون رفعا في الظاهر ، والخفض جائز . وتعمل فيما تأويله النصب بمثل هذا فتقول : عجبت من إدخالهم بعضَهم في إثر بعض ؛ تؤثر النصب في ( بعضهم ) ، ويجوز الخفض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.