الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (161)

ثم قال : ( إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلاَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ )( {[5036]} ) [ 160 ] .

أي : أبعدهم الله وأسحقهم( {[5037]} ) من رحمته .

( وَالمَلاَئِكَةِ ) : أي ولعنة( {[5038]} ) الملائكة .

( وَالنَّاسِ ) : يعني( {[5039]} ) قول الناس : ( عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ ) . وعني بالناس أجمعين( {[5040]} ) هنا المؤمنون خاصة . قاله قتادة والربيع( {[5041]} ) .

وعن أبي العالية أن ذلك يكون يوم القيامة ، قال : " إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ، ثم تلعنه( {[5042]} ) الملائكة ، ثم يلعنه الناس أجمعون " ( {[5043]} ) . وهو اختيار الطبري واحتج بقوله تعالى : ( أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )( {[5044]} )( {[5045]} ) .

وقال السدي في قوله : ( وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) : " أنه لا يتلاعن إثنان مؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما : " لعن الله الظالم " إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر لأنه ظالم ، فكل واحد من الخلق يلعنه " ( {[5046]} ) .


[5036]:- في ع3: الله والملائكة والناس.
[5037]:- سقط من ع3.
[5038]:- في ع2، ولعنه. وهو تصحيف.
[5039]:- في ع2، ع3: أي: يعني.
[5040]:- سقط من ع3.
[5041]:- انظر: جامع البيان 3/262، والمحرر الوجيز 2/32، والدر المنثور 1/393، وهو أيضاً قول ابن مسعود في تفسيره 2/72.
[5042]:- في ع2: لعنه. وهو خطأ.
[5043]:- انظر: جامع البيان 3/262، والدر المنثور 1/393.
[5044]:- هود آية 18.
[5045]:- انظر: جامع البيان 3/263.
[5046]:- انظر: جامع البيان 3/262، وتفسير القرطبي 2/190.