محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (161)

ثم أخبر تعالى عمن كفر به واستمر به الحال إلى كفره بقوله : { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين 161 خالدين فيها لا يخفّف عنهم العذاب ولا هم ينظرون 162 } .

{ إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها } - أي في اللعنة ، أو في النار ، على أنها أضمرت من غير ذكر تفخيما لشأنها وتهويلا لأمرها { لا يخفّف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } إما من الإنظار بمعنى التأخير والإمهال . أي : لا يمهلون عن العذاب ولا يؤخر عنهم ساعة بل هو متواصل دائم ؛ أو من النظر بمعنى الرؤية أي : لا ينظر إليهم نظر رحمة كقوله { ولا ينظر إليهم يوم القيامة } {[909]}- .


[909]:[3/ آل عمران/ 77] ونصها: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم 77}.