{ إِنَّ الذين كَفَرُواْ } جملةٌ مستأنفة سيقت لتحقيق بقاءِ اللعن فيما وراء الاستثناءِ وتأكيدِ دوامِه واستمرارِه على غير التائبين حسبما يفيده الكلام ، والاقتصارُ على ذكر الكفر في الصلة من غير تعرضٍ لعدم التوبة والإصلاحِ والتبيينِ مبنيٌّ على ما أشير إليه فكما أن وجودَ تلك الأمور الثلاثةِ مستلزِمٌ للإيمان الموجبِ لعدم الكفر كذلك وجودُ الكفر مستلزمٌ لعدمها جميعاً أي أن الذين استمروا على الكفر المستتبِع للكتمان وعدمِ التوبة { وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ } لا يرعوون عن حالتهم الأولى { أولئك } الكلامُ كما فيما قبله { عَلَيْهِمْ } أي مستقِرٌّ عليهم { لَعْنَةُ الله والملائكة والناس أَجْمَعِينَ } ممن يُعتَدُّ بلعنهم ، وهذا بيانٌ لدوامها الثبوتي بعد بيان دوامِها التجدّدي ، وقيل : الأولُ لعنتَهم أحياءً وهذا لعنتُهم أمواتاً . وقرئ والملائكةُ والناسُ أجمعون عطفاً على محلِّ اسم الله لأنه فاعلٌ في المعنى ، كقولك : أعجبني ضربُ زيدٍ وعمروٍ ، تريد مِنْ أنْ ضَربَ زيدٌ وعمروٌ ، كأنه قيل : أولئك عليهم أنْ لعنهم الله والملائكةُ الخ وقيل : هو فاعل لفعل مقدرٍ أي ويلعنهم الملائكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.