معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (121)

وقوله : { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ }

وفي قراءة عبد الله " تبوّى للمؤمنين مقاعد للقتال " والعرب تفعل ذلك ، فيقولون : رَدِفك ورَدف لك . قال الفرّاء قال الكسائي : سمعت بعض العرب يقول : نقدت لها مائة ، يريدون نقدتها مائة ، لامرأة تزوّجها . وأنشدني الكسائي :

أستغفر الله ذنبا لست مُحصِيَه *** ربَّ العبادِ إليه الوجهُ والعمل

والكلام باللام ؛ كما قال الله تبارك وتعالى : { واستغفِرِي لِذنبِك } و { فاستغفروا لِذنوبِهِم } وأنشدني :

أستغفر الله من جِدّى ومن لعبي *** وِزرِى وكلُّ امرِئٍ لا بدّ مُتَّزِرُ

يريد لوزرى . ووزرى حين ألقيت اللام في موضع نصب ، وأنشدني الكسائي :

إن أَجْزِ علقمةَ بن سعدٍ سعيه *** لا تلقنِي أَجزِى بسعى واحدِ

لأحبني حُبَّ الصبِيّ وضمَّنِي *** ضمَّ الهدِىّ إِلى الكرِيم الماجِدِ

وإنما قال ( لأحبني ) لأنه جعل جواب إِن إذ كانت جزاء كجواب لو .