تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (121)

{ وإذ غدوت من اهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدر وانتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة ألف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالف من الملائكة مسومين }

121

المفردات :

غدوت : أصل الغدو الذهاب أول النهار ثم استعمل في مطلق الخروج .

تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال : تنزلهم الأماكن المناسبة للقتال

التفسير :

121- { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم }

واذكر لهم يا محمد ليعتبروا ويتعضوا وقت خروجك مبكرا من حجرة زوجك عائشة إلى عزوة أحد .

{ تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } أي : تنزلهم وتسوئ لهم بالتنظيم والترتيب مواطن وأماكن للقتال بحيث يكونون في أحسن حال وأكمل استعداد لملاقاة أعدائهم .

وتشير الآية إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه قبل ان تبدأ المعركة فقد اهتم بتنظيم صفوفهم وبرسم الخطة الحكيمة التي تكفل لهم النصر .

فجعل للجيش ميمنة وميسرة وجعل الرماة على ظهر الجبل وأمر الجيش كله ألا يتحرك للقتال إلا عندما يأذن له بذلك .

{ والله سميع عليم } أي سميع لما تقولون عليم بضمائركم وأعمالكم فيجازي كل إنسان على حسب قوله ونيته وعمله والمقصود من هذه الجملة غرس الرهبة في قلوب المؤمنين حتى لا يعودوا إلى مثل ما حدث من بعضهم في غزوة أحد حيث خالفوا وصية رسول الله صلى اله عليه وسلم .