معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (120)

وقوله : { وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً }

إن شئت جُعِلت جزما وإن كانت مرفوعة ، تكون كقولك للرجل : مُدُّ يا هذا ، ولو نصبتها أو خفضتها كان صوابا ؛ لأن من العرب من يقول مُدِّ يا هذا ، والنصب في العربية أهيؤها ، وإن شئت جعلته رفعا وجعلت ( لا ) على مذهب ليس فرفعت وأنت مضمِر للفاء ؛ كما قال الشاعر :

فإن كان لا يُرضِيك حتى تردَّنى *** إلى قَطَرِىّ لا إخالك راضِيا

وقد قرأ بعض القراء " لا يَضِرْكُمْ " تجعله من الضَيْر ، وزعم الكسائي أنه سمع بعض أهل العالية يقول : لا ينفعنى ذلك وما يضورنى ، فلو قرئت " لا يضُرْكم " على هذه اللغة كان صوابا .