معاني القرآن للفراء - الفراء  
{غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

قوله عز جل : { غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ } .

جعلها كالنعت للمعرفة وهي نكرة ؛ ألا ترى أنك تقول : مررت برجل شديد القلب ، إلاّ أنه وقع معها قوله : { ذي الطول } ، وهو معرفة فأجرين مجراه . وقد يكون خفضها على التكرير فيكون المعرفة والنكرة سواء . ومثله قوله : { وَهُوَ الْغَفُورُ الوَدُودُ ، ذُو العرشِ المجيدُ ، فعَّالٌ لما يريدُ } فهذا على التكرير ؛ [ 163/ا ] لأن فعّال نكرة محضة ، ومثله قوله : { رفيعُ الدرجاتِ ذو العرشِ } ، فرفيع نكرة ، وأجرى على الاستئناف ، أو على تفسير المسألة الأولى .