ثم قال تعالى{[59373]} : { غافر الذنب قابل التوب } .
{ غافر } خفض على البدل ولا يحسن أن يكون نعتا لأنه نكرة إذ هو لما يستقبل{[59374]} ومثله : { وقابل الثوب }{[59375]} فإن جعلتهما{[59376]} . لما مضى حَسُنَ{[59377]} ، لأنه تعالى ذكره لم يزل غفارا لذنوب عباده قابلا للتوبة ممن{[59378]} تاب منهم . فيحسن على هذا أن يكونا نعتين لله{[59379]} جل ذكره ، ويحسن أن يكون بدلا{[59380]} .
والتوب : جمع توبة كدومة ودوم . ويجوز أن يكون التوب مصدرا{[59381]} كتوبة يقال : تاب توبة وتوبا .
فأما قوله { شديد العقاب } فهو نكرة ، فلا يجوز أن يكون إلا بدلا .
فأما قوله : { ذي الطول } فيحسن أن يكون معرفة لأنه لم يزل كذلك ، فيجوز ( على ذلك أن يكون ){[59382]} نعتا وبدلا{[59383]} .
وقوله : { لا إله إلا هو } جملة في موضع النعت .
ومعنى { شديد العقاب } ، أي{[59384]} : لمن عاقبه من أهل العصيان .
ومعنى { ذي الطول } : ذي الفضل المبسوط على من يشاء{[59385]} من خلقه .
قال ابن عباس : ذي الطَّوْلِ : ( ذي السَّعةَ والغنى ){[59386]} .
وقيل معناه : ذي الطول{[59387]} على أوليائه يضاعف لهم الحسنات ويعفو عن السيئات .
وقيل : معناه : ذي الغناء{[59388]} عمن لا يقول : ( لا إله إلا الله ) ودل على هذا المعنى قوله بعد ذلك : لا إله إلا هو .
وقال قتادة : ( ذي الطول : ذي النعم ){[59389]} .
وقال ابن زيد : الطول : القدرة{[59390]} .
ومعنى { لا إله إلا هو إليه المصير } ، أي : لا معبود غيره ، إليه المرجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.