تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

الآية 3 وقوله /474 – أ/ تعالى : { غَافِرِ الذّنب } يخرّج على وجهين :

أحدهما : { غافر الذنب } أي متجاوز الذنب ، وهو في حق المؤمنين خاصة .

والثاني : { غافر الذنب } أي ساتر الذنب ، وهو يحتمل للكافر والمؤمن جميعا ، فإنه يستر كثيرا على المؤمن والكافر جميعا في الدنيا ، ولم يفضحهما ، ويتجاوز عن المؤمن خاصة في الآخرة ، والله الموفق .

وقوله تعالى : { وقابل التّوب } يخبر أنه يقبل التوبة ، وإن عظُمت المعصية ، وجلّت الذنوب ، وكثرت ، والله أعلم . قال أبو عوسجة : التّوب جماعة التوبة .

وقوله تعالى : { شديد العقاب } أي لمن لم يتب .

وقوله تعالى : { ذي الطَّوْل } قال أبو عوسجة : أي ذي القدرة ، وقال القتبي : ذي التفضّل ؛ يقال : طُلْ عليّ برحمتك ، أي تفضّل . وقيل : ذي السعة ، وكله قريب بعضه من بعض .

وقوله تعالى : { لا إله إلا هو إليه المصير } وحّد نفسه ، وأخبر أن مصير الخلق إليه في الآخرة ، فيجزيهم بأعمالهم ، والله أعلم .