الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (3)

و{ ذِي الطول } معناه : ذي التَطَوُّلِ والمَنِّ بكلِّ نعمةٍ ، فَلاَ خَيْرَ إلاَّ مِنْهُ سبحانَهُ ، فَتَرَتَّبَ في هذه الآيةِ وعيدٌ بَيْنَ وَعْدَيْنِ ، وهكذا رحمتُهُ سبحانه تَغْلِبُ غَضَبَهُ ، قال ( ع ) : سمعتُ هذه النَّزْعَةَ مِنْ أبي رحمه اللَّه وهُوَ نحوٌ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ رضي اللَّه عنه : «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ » . ( ت ) : هو حديثٌ ، والطَّوْلُ : الإنْعَامُ ، وعبارةُ البخاريِّ : الطَّوْلُ : التَّفَضُّلُ ، وَحَكَى الثعلبيُّ عَنْ أَهْلِ الإشَارَةِ أنَّه تعالى : { غافرُ الذَّنْبِ } فَضْلاً ، { وقابِلُ التَّوْبِ } وَعْداً ، { شَدِيدُ العقابِ } عَدْلاً ، { لا إلَهَ إلاَّ هو إليه المصيرُ } فَرْداً ، وقال ابن عبَّاس : الطَّولُ : السَّعَةُ ، والغِنى .