معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ} (45)

وقوله : { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ } .

يقول القائل : وكيف أمر أن يسأل رسلا قد مضوا ؟ ففيه وجهان :

أحدهما : أن يسأل أهل التوراة والإنجيل ، فإنهم إِنما يخبرونه عن كتب الرسل التي جاءوا بها فإذا [ سأل ] الكتب فكأنه سأل الأنبياء .

وقال بعضهم : إنه سيسرى بك يا محمد فتلقى الأنبياء فسلهم عن ذلك ، فلم يشكك صلى الله عليه وسلم ولم يسلهم .

وقوله : [ 171/ا ] { أَجَعَلْنا مِن دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } .

قال : { يُعبَدون } للآلهة ، ولم يقل : تعبد ولا يُعْبَدن ، وذلك أن الآلهة تُكلَّم ويدعّى لها وتعظَّم ، فأُجريت مُجرى الملوك والأمراء وما أشبههم .