إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ} (45)

{ وَاسْألْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رسُلِنَا } أي واسألْ أممَهم وعلماءَ دينِهم كقولِه تعالى : { فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءونَ الكتاب مِن قَبْلِكَ } [ سورة يونس ، الآية 94 ] وفائدةُ هَذا المجازِ التنبيهُ على أنَّ المسؤولَ عنه عينُ ما نطقتْ به ألسنةُ الرسلِ لا ما يقولُه أممُهم وعلماؤُهم من تلقاءِ أنفسِهم . قالَ الفَرَّاءُ : هُم إنما يخبرونَهُ عن كتبِ الرسلِ فإذا سألَهم فكأنَّه سأَل الأنبياءَ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ { أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرحمن آلِهةً يُعْبَدونَ } أي هلَ حكمنَا بعبادةِ الأوثانِ وهل جاءتْ في ملةٍ من مللِهم ، والمرادُ به الاستشهادُ بإجماعِ الأنبياءِ على التوحيدِ ، والتنبيهُ على أنَّه ليسَ بِبدْعٍ ابتدعَهُ حتى يكذّبَ ويُعادَى .