الآية 45 وقوله تعالى : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } والإشكال أن ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من آيات صدقه أظهره من أمره أن يسأل أهل{[18962]} الكتاب ؛ إذ آيات صدقه معجزات عجزت الكفرة عن إتيان مثلها .
وليس مع من أمره بالسؤال عن ذلك آيات المعجزات . فما معنى سؤال{[18963]} أهل الكتاب ن ذلك ؟
فنقول : من أمره عز وجل إياه بالسؤال عنهم يخرّج على وجهين :
أحدهما : يسألهم سؤال توبيخ وتعيير وسؤال تقرير وتنبيه : هل أتى رسول من الرسل عليهم السلام الذين أرسل من قبلك أو كتاب بالأمر بعبادة غير الله ؟ فيُقرّون جميعا أنه لم يأت رسول بإباحة ذلك ، ولا أُمر أحد منهم بذلك .
والثاني : أن هذا أمر لغيره أن يسألهم ، وإن كان ظاهر الأمر والخطاب له لما ذكرنا أن أدلة صدقه ظهرت{[18964]} من دلالة صدق [ أولئك ]{[18965]} وهو كقوله تعالى : { فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما } [ الإسراء : 23 ] وكقوله تعالى : { فلا تكونن من الممترين } [ البقرة : 147 و . . . ] [ وكقوله تعالى : { ولا تكوننّ من ]{[18966]} المشركين } [ الأنعام : 14 و . . . ] إذ معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكّ ، ولا يمتري في شيء من ذلك . فرجع الخطاب إلى غير ما ذكر{[18967]} .
ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا } الآية أي لو سألتهم عن ذلك لقالوا جميعا : لم يرسل بأمر بعبادة غير الله تعالى ، والله أعلم .
وحكاية عن هذا{[18968]} : سمعت مفسِّرا ببُخارَى يقول : نزلت هذه الآية ليلة المعراج ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل بيت المقدس رأى الرسل والأنبياء عليهم السلام مجتمعين ، ثم تقدّم ، وصلى بهم ركعتين ، فقام جبرائيل عليه السلام من الصف ، وقال : يا محمد : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.