الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ} (45)

وقوله تعالى : { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا } الآية ، قال ابن زيد ، والزُّهْرِيُّ : أَما إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يَسْأَلِ الرُّسُلَ ليلةَ الإسْراءِ عن هذا ؛ لأَنَّهُ كان أَثْبَتَ يقيناً مِنْ ذلك ، ولم يكُنْ في شَكٍّ ، وقال ابنُ عَبَّاسٍ وغيره : أراد : واسأل أَتْبَاعَ مَنْ أرسلنا وحَمَلَةَ شرائعهم ، وفي قراءة ابن مسعود وأُبَيٍّ : { واسْئَلِ الَّذِينَ أَرْسَلْنَا إلَيْهِم } .

( ت ) : قال عِيَاضٌ : قوله تعالى : { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } الآية : الخطابُ مواجهةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمراد المشركون ؛ قاله القُتَبِيُّ ، ثم قال عِيَاضٌ : والمراد بهذا ، الإعلامُ بأَنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ لم يأذنْ في عبادة غيره لأحد ؛ رَدًّا على مُشْرِكي العرب وغيرهم في قولهم : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله زُلْفي } [ الزمر : 3 ] انتهى .