معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ} (24)

وقوله : { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا . . . }

فقال ( أنت ) ولو ألقيت ( أنت ) فقيل : اذهب وربك فقاتِلا كان صوابا ؛ لأنه في إحدى القراءتين { إِنه يراكم وقبِيلُه } بغير ( هو ) وهي بهو و{ اذهب أنت وربك } أكثر في كلام العرب . وذلك أنّ المردود على الاسم المرفوع إذا أضمر يكره ؛ لأن المرفوع خفي في الفعل ، وليس كالمنصوب ؛ لأنّ المنصوب يظهر ؛ فتقول ضربته وضربتك ، وتقول في المرفوع : قام وقاما ، فلا ترى اسما منفصلا في الأصل من الفعل ، فلذلك أُوثِر إظهاره ، وقد قال الله تبارك وتعالى { أئذا كُنا تُرَاباً وَآبَاؤُنا } ولم يقل( نحن ) وكلّ صواب .

وإذا فرقت بين الاسم المعطوف بشيء قد وقع عليه الفعل حسن بعضَ الحسن . من ذلك قولك : ضربت زيدا وأنت . ولو لم يكن زيد لقلت : قمت أنا وأنت ، وقمت وأنت قليل . ولو كانت ( إِنا ها هنا قاعدين ) كان صوابا .