معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (27)

وقوله : { فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ . . . }

ولم يقل : قال الذي لم يتقبل منه ( لأقتلنَّك ) لأن المعنى يدلّ على أن الذي لم يتقبل منه هو القائل لحسده لأخيه : لأقتلنك . ومثله في الكلام أن تقول : إذا اجتمع السفيه والحليم حُمِد ، تنوى بالحمد الحليم ، وإذا رأيت الظالم والمظلوم أعَنْتَ ، وأنت تنوى : أعنت المظلوم ، للمعنى الذي لا يُشْكِل . ولو قلت : مرّ بي رجل وامرأة فأعنْتُ ، وأنت تريد أحدهما لم يجز حتى يبيّن ؛ لأنهما ليس فيهما علامة تستدلّ بها على موضع المعونة ، إلا أن تريد : فأعنتهما جميعا .