غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ} (24)

20

{ قالوا إنّا لن ندخلها } نفوا دخولهم في المستقبل على وجه التأكيد المؤيس وزادوا في التأكيد بقولهم : { أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك } قال العلماء : لعلهم كانوا مجسمة يجوّزون الذهاب والمجيء على الله تعالى أو أنهم لم يقصدوا حقيقة الذهاب كقولك : " كلمته فذهب يجيبني " يريد القصد والإرادة . وقيل : المراد بالرب أخوه هارون وسموه رباً لأنه أكبر من موسى . وقيل : التقدير اذهب وربك معين لك بزعمك ولكن لا يجاوبه . قوله { فقاتلا } ولا يبقى لقوله أنت فائدة واضحة . ولا يخفى أنّ هذا القول منهم كفر أو فسق فلهذا قال موسى على سبيل الشكوى والبث

/خ26